اهتمام الدول بالدعاية الخارجية (الدولية)
تختص ورقة العمل هذه بالاجابة عن التساؤل: لماذا تهتم
الدول بالدعاية الخارجية؟
وبالحقيقة ان الاجابة على هذا التساؤل تنطلق من اهمية
تعريف الدعاية ووظائف الدعاية التي تؤديها على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتوظيف
كل نمط حسب توجه واهداف الدولة، وبالتالي توجد هناك الكثير من التعريفات التي
حاولت تحديد ملامح تعريف للدعاية، ولكن من الملاحظ ان كل تعريف قد اتخذ جوانب
محددة من العمل الدعائي وبنى عليه التعريف فهناك من عرف الدعاية الدولية انطلاقا
من علاقتها بالاعلام الدولي، حيث اعتبرت " توجه الى الناس على نطاق واسع، والى
منطقة او شعب او اقلية قومية او دينية، والى جماعة وذلك عبر حدود دولية سواء اكانت
قائمة او وهمية).
ومن هنا يمكن الانطلاق بما يخص اهمية الدعاية الدولية
واستخدامها من قبل الدول ولاهداف تتباين باختلاف النوايا والاغراض سيما في
المجالات السياسية.
حيث تشكل الدعاية الخارجية جوهر الممارسة السياسية في
المجتمع السياسي المعاصر وفي الوقت نفسه اداة للسلطة السياسية الحاكمة في ممارستها
السياسية داخليا وخارجيا وهي بذلك تتأثر بعاملين اساسيين:
1- التقدم
الاتصالي الذي استطاع ان يحقق نوعا من التقارب بين الجنس البشري والذي دفع
الكثيرين بالتحدث عن تحول العالم الى قرية عالمية صغيرة.
2- الطبيعة
الجماهيرية للمجتمع السياسي وفحواها مشاركة المواطن بعملية صنع القرار على
الصعيدين الداخلي والخارجي.
لذا قد توظف تبعا للظروف المتاحة للمجتمع استخدام العمل
الدعائي او الدعاية على الصعيد المحلي او الاقليمي او الدولي، وفيما يخص سر اهتمام
الدول بالدعاية الدولية، يرى بعض المتخصصين يعود الى ما اضحت عليه الدعاية الدولية
من اداة مهمة وفعالة في لتنفيذ السياسة الخارجية، فهي مع بقية ادوات السياسة
الخارجية تعمل على تحقيق اهدافها التي تتمثل في تحقيق المصلحة القومية، او
الوطنية، وبالتالي فان الدعاية مهما بلغت من قوة تعد انعكاسا للاوضاع العسكرية،
والسياسية، والاقتصادية، فضلا عن تفاعلها مع هذه الاوضاع وتأثرها بها.
وتستطيع الدعاية الدولية أن تكون على درجة من الفعالية
بفضل العوامل العسكرية والسياسية والاقتصادية الداخلية والخارجية، بحيث ترسب
افكارا ومعتقدات معينة، حتى وان كانت غير حقيقية ومع تكرار مرتكزات المنطق الدعائي
وتلقيه تترسب القناعات التي ابتغاها مصدر الرسالة الاقناعية.
فعلى سبيل المثال: عند تنشب ازمة ما، تصل اهمية السياسة
الخارجية الى الحدود القصوى، وبالتالي يزداد الاهتمام بالادوات المختلفة للسياسة
الخارجية،ومنها الدعاية الخارجية.
اما ادوات الدعاية الخارجية فهي: وكالات الإنباء
والاستعلامات، والصحف، والمجلات، والإذاعات، والبعثات الدبلوماسية.
ويتصف العمل الدعائي الداخلي او الخارجي بمجموعة خصائص
وهي:
1- تهدف الدعاية الى تغيير استجابة المُستقبل، سواء
اكان موقفا او حكما او رأيا بالشكل الذي يبتغيه مصدر الرسالة الدعائية.
2- تعتبر اداة
الدعاية في تغيير استجابة المستقبل ممارسة الضغط العاطفي والاغتصاب النفسي بوسائل
متعددة.
3- قد يعتمد العمل
الدعائي الى جانب اعتماده على الأساليب العلمية الى المواهب الشخصية للقائم بالعمل
الدعائي، وعلى النوازع والخصائص السيكولوجية لمتلقي الرسالة الدعائية.
4- تتوجه الدعاية
الى الجماهير والتجمعات باعتبارها كيانات، فالافراد لايهمون باعتبارهم افرادا،
وانما كاعضاء في جمهور.
5- تعد الدعاية
ظاهرة كلية تحاصر وتشمل الافراد من كل الجوانب فكريا وعاطفيا.
