الثلاثاء، 21 أبريل 2015

الدعاية الدولية




 اهتمام الدول بالدعاية الخارجية (الدولية)

تختص ورقة العمل هذه بالاجابة عن التساؤل: لماذا تهتم الدول بالدعاية الخارجية؟
وبالحقيقة ان الاجابة على هذا التساؤل تنطلق من اهمية تعريف الدعاية ووظائف الدعاية التي تؤديها على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتوظيف كل نمط حسب توجه واهداف الدولة، وبالتالي توجد هناك الكثير من التعريفات التي حاولت تحديد ملامح تعريف للدعاية، ولكن من الملاحظ ان كل تعريف قد اتخذ جوانب محددة من العمل الدعائي وبنى عليه التعريف فهناك من عرف الدعاية الدولية انطلاقا من علاقتها بالاعلام الدولي، حيث اعتبرت " توجه الى الناس على نطاق واسع، والى منطقة او شعب او اقلية قومية او دينية، والى جماعة وذلك عبر حدود دولية سواء اكانت قائمة او وهمية).
ومن هنا يمكن الانطلاق بما يخص اهمية الدعاية الدولية واستخدامها من قبل الدول ولاهداف تتباين باختلاف النوايا والاغراض سيما في المجالات السياسية.
حيث تشكل الدعاية الخارجية جوهر الممارسة السياسية في المجتمع السياسي المعاصر وفي الوقت نفسه اداة للسلطة السياسية الحاكمة في ممارستها السياسية داخليا وخارجيا وهي بذلك تتأثر بعاملين اساسيين:
1- التقدم الاتصالي الذي استطاع ان يحقق نوعا من التقارب بين الجنس البشري والذي دفع الكثيرين بالتحدث عن تحول العالم الى قرية عالمية صغيرة.
2- الطبيعة الجماهيرية للمجتمع السياسي وفحواها مشاركة المواطن بعملية صنع القرار على الصعيدين الداخلي والخارجي.



لذا قد توظف تبعا للظروف المتاحة للمجتمع استخدام العمل الدعائي او الدعاية على الصعيد المحلي او الاقليمي او الدولي، وفيما يخص سر اهتمام الدول بالدعاية الدولية، يرى بعض المتخصصين يعود الى ما اضحت عليه الدعاية الدولية من اداة مهمة وفعالة في لتنفيذ السياسة الخارجية، فهي مع بقية ادوات السياسة الخارجية تعمل على تحقيق اهدافها التي تتمثل في تحقيق المصلحة القومية، او الوطنية، وبالتالي فان الدعاية مهما بلغت من قوة تعد انعكاسا للاوضاع العسكرية، والسياسية، والاقتصادية، فضلا عن تفاعلها مع هذه الاوضاع وتأثرها بها.
وتستطيع الدعاية الدولية أن تكون على درجة من الفعالية بفضل العوامل العسكرية والسياسية والاقتصادية الداخلية والخارجية، بحيث ترسب افكارا ومعتقدات معينة، حتى وان كانت غير حقيقية ومع تكرار مرتكزات المنطق الدعائي وتلقيه تترسب القناعات التي ابتغاها مصدر الرسالة الاقناعية.
فعلى سبيل المثال: عند تنشب ازمة ما، تصل اهمية السياسة الخارجية الى الحدود القصوى، وبالتالي يزداد الاهتمام بالادوات المختلفة للسياسة الخارجية،ومنها الدعاية الخارجية.
اما ادوات الدعاية الخارجية فهي: وكالات الإنباء والاستعلامات، والصحف، والمجلات، والإذاعات، والبعثات الدبلوماسية.

ويتصف العمل الدعائي الداخلي او الخارجي بمجموعة خصائص وهي:
1-  تهدف الدعاية الى تغيير استجابة المُستقبل، سواء اكان موقفا او حكما او رأيا بالشكل الذي يبتغيه مصدر الرسالة الدعائية.


2- تعتبر اداة الدعاية في تغيير استجابة المستقبل ممارسة الضغط العاطفي والاغتصاب النفسي بوسائل متعددة.
3- قد يعتمد العمل الدعائي الى جانب اعتماده على الأساليب العلمية الى المواهب الشخصية للقائم بالعمل الدعائي، وعلى النوازع والخصائص السيكولوجية لمتلقي الرسالة الدعائية.
4- تتوجه الدعاية الى الجماهير والتجمعات باعتبارها كيانات، فالافراد لايهمون باعتبارهم افرادا، وانما كاعضاء في جمهور.
5- تعد الدعاية ظاهرة كلية تحاصر وتشمل الافراد من كل الجوانب فكريا وعاطفيا.



الاثنين، 20 أبريل 2015

وظائف البرامج الاذاعية و التلفزيونية

تلقى البحوث والدراسات التلفزيونية والاذاعية اهتماما بالغا من قبل الباحثين والعاملين في مجال البرامج الاذاعية والتلفزيونية، ما يؤكد أهمية الاذاعة والتلفزيون كوسائل اعلامية تتمتع بدور في المجتمع المعاصر، حتى اصبح العالم يعول كثيرا على ضرورة الافادة من الاذاعة والتلفزيون وما ينتج عن هاتين الوسيلتين الاتصاليتين من برامج سمعية ومرئية، تغطي احداثا او تبث اخبارا او تعرض برامج حوارية او اخبارية، فضلا عن نشرات الاخبار.
ومن هنا فأن الحديث عن وظائف البرامج الاذاعية والتلفزيونية، يحتم علينا الحديث عن لغة كل وسيلة التي هي الاخرى يجب أن توظف بما يتناسب الوسيلة المستخدمة فاللغة في الاذاعة غير اللغة في التلفزيون، وبالتالي ينسحب هذا الاختلاف على المضامين والادوات المستعملة في انجاح البرامج سواء على الصعيد الاذاعي او التلفزيوني.
فاللغة في الاذاعة ترتبط بارخص واسرع وسيلة اعلامية لاذاعة الاخبار وتقديم البرامج، كما انها ترتبط بكافة نوعيات الجماهير المثقفة والامية، ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المرتفع والمنخفض، ومن هذا المدخل يتضح التأثير في المتلقي، خاصة وانه مشارك دون أن يشعر بايجابية في استكمال مقومات الرسالة الاعلامية.
وبالتالي للبرامج الاذاعية التي تبث من المحطات الاذاعية(الراديو)، لغة خاصة لها سماتها وخصائصها التي تتوائم وطبيعة الاذاعة، فتتكون لدينا مجموعة وظائف للغة الاذاعة وهي:



1- الوظيفة الإعلامية: باعتبار الإذاعة هي وسيلة اتصال، وبرامجها تستعمل اتصال لغوي إعلامي في إيصال الأفكار والمعلومات.
2- الوظيفة التعبيرية: حيث تهدف الإذاعة إلى التعبير عن المشاعر وتحريك أحاسيس وانفعالات المتلقي من خلال تقديم عروضها سواء على صعيد النشرات او البرامج.
3- الوظيفة الاقناعية: وهنا تبرز أهمية لغة البرامج الإذاعية في تشكيل الرأي العام او تثبيته او تغييره.
ومن خلال هذه الوظائف التي تتمتع بها لغة الاذاعة او بمعنى ادق لغة البرامج الاذاعية لان اساس اي لغة هو الخطاب او الحوار الذي يتكون من اللغة، فالتأثير هو ما تبتغي البرامج الاذاعية وحتى التلفزيونية، من خلال وظائف لغة كل وسيلة واستعمالها بالشكل العلمي والدقيق بالتعبير عن الموضوع او الحالة الموضوعة على طاولة النقاش بهدف تشكيل رأي عام حولها بغض النظر عن التأييد او الرفض سيما اذا ما كانت قضية او حالة تهم المجتمع او شريحة كبيرة منه.
وتقع ضمن خارطة البرامج الاذاعية العديد من الاشكال البرامجية ومنها الاخبار والبرامج الحوارية والاخبارية، التعليق، والتحقيقات وغيره، حيث يقوم كل شكل من هذه الاشكال البرامجية اذاعيا بمهام ووظائف، فالبرامج الاذاعية تستعرض الافكار والاحداث والعواطف في برامجها المختلفة.
فالبرامج الاذاعية والتلفزيونية تعمل على تحقيق اهداف رئيسة وهي الاعلام- التثقيف- الترفيه، ويرى بعض خبراء الاتصال المرئي والمسموع أن هدف البرامج (الاعلام) لا يتحقق الا من خلال توفر عنصرين هامين وهما:

اولا: الاخبار بمعنى أن تخبر الناس بكل مايجري حولهم وسواء كانت هذه المجريات داخل المجتمع المحلي او خارجه.
ثانيا: التفسير، فليس كاف ان تعلم الناس ا وان تخبرهم فقكط، ولكن لابد من أن تفسر لهم هذه الاخبار ولايمكن أن تفرض مبدأ (التخصص) بالنسبة للانسان العادي فهو يحتاج الى من يفسر له الاحدث.
اي بمعنى أن وسيلة الإذاعة تحقق غايات الاعلام والتثقيف والترفيه ولكن عبر موادها ومضامينها المتمثلة باشكال برامجية يطلق عليها( البرامج الاذاعية).
اما بالنسبة للتلفزيون وبرامجه وما تؤديه من وظائف، فينطلق ذلك الامر وكما بينا من لغة التلفزيون المستخدمة في البرامج التلفزيونية، حيث تعد اللغة في التلفاز هي امتداد طبيعي ومتطور للغتي الاذاعة والسينما، واخذت سماتها من اللغة الاعلامية ووظفت عناصرها المتختلفة لخدمة التوصيل التلفزيوني لرسائله الاعلامية، ووظفت عناصر الصوت البشري والموسيقى والمؤثرات الصوتية، ومع تغير واختلاف طبيعة التلفزيون عن السينما باعتباره وسيلة اكثر جماهيرية وانتشارا كما انها تتمتع بحالية وفورية توصيل الرسائل الاعلامية الى جمهوره، وعودا على بدء حيث تكمن اهمية وظائف البرامج التفزيونية من خلال لغة التلفزيون اي لغة البرامج التي تبثها المحطة التلفيزيونية فضلا عن والظائف الرئيسة (الاعلام والتثقيف والترفيه) فان لغة التلفزيون تدخل فيها لغة الكاميرا، وابعادها وحركاتها وطبيعة اللقطات من حيث الطول والحجم تعطي ايحاءات صورية قد تبعث برسائل معينة للمتلقي، وكذلك لغة الاضاءة هي الاخرى لها دور كبير بايصال الرسائل التي قد تنتج من البرنامج التلفزيوني، ولغة الديكور، ولغة المكياج، والاكسسوارات والملابس والمؤثرات البصرية، ولغة التوليف التلفزيوني او فن المونتاج.

الخلاصة:
وظائف البرامج الاذاعية والتلفزيونية تتضح جليا عند دراسة ما تطرحه الوسيلتان (الاذاعة والتلفزيون) من امكانات لغوية تناقش وتحلل الثقافة والمجتمع والانسان، ومن خلال برامج سمعية ومرئية متعددة اخبارية وتسجيلية وثقافية وسياسية، فضلا عن التأكيد في هذا الاطار على اهمية مناقشة عنصر التأثير اي تأثير مفردات تلك البرامج للوقوف على درجات وكيفية تأثيرها على المتلقي (الفرد والجماعة) ضمن البرامج الاذاعية والتلفزيونية.





المصادر
1- سعد لبيب، كرم شلبي، الصحافة الاذاعية،1972
2- فلاح كاظم المحنة، البرامج الاذاعية والتلفزيونية، 1988
3- نبيل راغب، اساسيات العمل الصحفي، 1999
4- محمد معوض، المدخل الى فنون العمل التلفزيوني/2013
5- محمد مهنا، اللغة الاعلامية، 2004